عبدالله زمورةيكتب ” مؤتمر حزب الجرار فرصة لإستئصال السرطان من بارونات المخذرات”

“جميل جمال ما لوش مثال” أم “حلو وكذاب ليه صدقتك”.
هذا ما يمكن ان نطلقه على المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة والتي ستنعقد يومي الجمعة والسبت من هذا الأسبوع.
في جو يخيم عليه ملف إسكوبار الصحراء و إستيقاض الدولة لمحاربة الفساد السياسي و الذي يشمل ليس فقط البام بل حتى الإحزاب التي تغنت بمحاربة الفساد كالعدالة والتنمية و احزاب اليسار خاصة اتحاد اليوسفي و بوعبيد وبنبركة و الذي ادين امس فقط برلمانيه محمد أبرشان بخمس سنوات سجنا نافذا.
لكن ملف أسكوبار الصحراء والذي يخص فقط البام، والذي يعتبر من أخطر الملفات مند تولى الملك محمد السادس نصره الله حكم المملكة، لكونه يضم شخصيات ترعرعت داخل مؤسسات الدولة من برلمان و جهات و مؤسسات عمومية حساسة، والتي من المنتظر أن تجر أسماء أخرى في مناصب عالية و اغلبهم من الحزب الذي أسسه المستشار الملكي و الذي من الواجب و المعقول و الأخلاقي ان يكون قدوة لباقي الأحزاب في العمل السياسي النبيل و في تخليق الحياة السياسية و التضحية من أجل خدمة الوطن والمواطنين.

حتى لن أطيل عنكم و أدخل في الأسباب والمسببات التي حولت البام من مشروع مجتمعي نبيل إلى وكر ومخبأ لبارونات المخدرات و تجارة البشر و التزوير و ملجأ للمضاربين العقاريين و الباحثين عن الصفقات العمومية بطرق مشبوهة. وهذا لا يجب أن يفهم ان الأصالة والمعاصرة حزب مكوناته كلها فاسدة وكل المنتسبين إليه فاسدون. من يضن ذلك فهو خاطئ أو متحامل على الحزب. فهناك بعض القيادات الصالحة والنظيفة و بعض المنتخبين الذين لم تتلطخ أياديهم بالفساد رغم الصعوبات التي يعيشونها داخل الحزب و الجماعات التي ينتسبون إليها، و هناك مناضلات و مناضلين و شباب إلتحقوا بالحزب مند التأسيس لكن إنسحبوا بعد تهميشهم أو عزوفهم المبرر بالإقصاء. و لا يجب ان ننسى القيادات النزيهة و الكفؤة التي إبتعدت عن الحزب حتى لا تتلطخ صورتها عند ممارسة السياسة مع أميين إغتنوا بالفساد بشتى أنواعه و الذين تقووا بدعم من المحامي وهبي الذي أوصل الحزب إلى الحضيض.
خروج السيدة رئيسة المجلس الوطني الاخير سواء عبر ندائها أو عبر مقالات المنابر الصحفية، نفهم منه أنها غير راضية عن ما يقع داخل البام و أن الحزب عازم على التخلص من كل رموز الفساد والمشبوهين، وأن كل المنتسبين للحزب هم كسائر المواطنين متساوون امام القانون. و ان المؤتمر سيشكل قطيعة مع المرحلة السابقة.
و الوزير المهدي بنسعيد بنفس الخطاب، كرر في خروجه مع بلهايسي و الرمضاني أنه غير راضي عن ما وصل له الحزب من تدني في الشعبية بسبب فضائح إسكوبار الصحراء، وخاصة ركز على المصالحة و عودة جميع الطاقات لممارسة مهامها الحزبية لخدمة الوطن و استرجاع بريق التأسيس. وقال انه يدافع عن فكرة التسيير الجماعي للحزب و النزول إلى الأقاليم والجهات و استرجاع الطاقات المحلية النزيهة.
جميل جدا ما تعبر عنه القيادة الحالية و خاصة من الغير المشبوهين داخل القيادة الحالية.
لكن، واكررها مرة أخرى لكن، هل هذا الخطاب نابع من الحس الوطني و تدارك الأخطاء التي إرتكبها الحزب بعد المؤتمر الرابع و كذا الرغبة في إصلاح ما أفسده وهبي تنظيميا، و محاولة إرجاع التوهج الحزب الذي عرفته السبع سنوات الأولى من التأسيس. أم فقط هذا الخطاب يدخل في إطار حملة إنتخابية من أجل الظفر بمنصب الأمين العام للحزب و محاولة إسكات الغاضبين حتى مرور المؤتمر بسلام، وهذا الطرح قد يكون هو المرجح خاصة أن أغلب المؤتمرين تم إختيارهم (وليس إنتخابهم) من طرف هذه القيادات الفاسدة التي تكلمت عنها المنصوري و لمح لها بنسعيد، و أن فئة كبيرة من المناضلين المؤسسين تم تهميشهم و إقصاؤهم من المؤتمر، و ربما أعضاء المجلس الوطني المقترحين من الجهات هم تحصيل حاصل و امتداد لولاية وهبي السيئة جدا.
أتمنى أن يكون تخميني الأول هو الصائب، و تتحقق المصالحة الشاملة و يتخلص الحزب من الفاسدين و أتباعهم لأن إزالة السرطان يجب ان تكون شاملة و استئصال حتى الخلايا الصغيرة الملتصقة به. نتمنى رجوع القيادات السابقة خاصة الصالحة منها و النظيفة الماضي و الحاضر، لأن ليس كل ماضي جميل و لكن من الماضي من هو أسوء من الحاضر.

عبدالله زمورة
عضو المجلس الوطني
(الشجرة من 2013)

Post a Comment

أحدث أقدم