كشف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الاثنين 5 يناير الجاري، أن حكومته تزامنت مع واقع مقلق٬ فرض إصلاحا عميقا للقطاع، مبرزا أن أزيد 330 ألف تلميذ يغادرون مقاعد الدراسة سنويا٬ مشددا على حرص حكومته جعل إصلاح التعليم أولوية وطنية راهنة، وقضية محورية تستأثر باهتمام كبير لديها.
كما ذكر أخنوش٬ خلال جلسة الأسئلة الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة حول السياسة العامة، أن 30 بالمائة من التلاميذ فقط يتمكنون من المقرر الدراسي في التعليم الابتدائي و10 بالمائة فقط في التعليم الاعدادي، و23 بالمائة يستطيعون قراءة نص مكون من 80 كلمة بسلالة و30 بالمائة يتمكنون فقط من قراءة النص باللغة الفرنسية مكونة من 15 كلمة بسلالسة و13 بالمائة يستطيعون فقط إجراء القسمة.
وفي هذا السياق٬ أكد المسؤول أن حكومته حرصت بكل جدية ومسؤولية على تدبير تحديات قطاع التعليم وفق مقاربة تشاركية، استدعت استحضار المصلحة الوطنية العليا، وتغليب منطق الحوار، لاسترجاع ثقة جميع الفاعلين، عبر آلية الحوار الاجتماعي المؤسساتي الفعال.
كما أوضح المتحدث أن الحكومة التي يرأسها تملك إيمانا قويا بأن أي إصلاح للمنظومة التربوية، لا يمكن أن يستقيم ويحقق أهدافه إلا بتعزيز مكانة وأدوار الأطر التربوية، إلى جانب تحسين ظروف اشتغالها، وتسوية وضعية العديد من الملفات الفئوية، وخلق مناخ جيد داخل المؤسسات التعليمية، استجابة للمطالب المشروعة لرجال ونساء التعليم، والتي تم تجاهلها لسنوات طوال.
وواصل أخنوش: “لقد شرعنا٬ بعد بضعة أشهر من تنصيب الحكومة في سلسلة من اللقاءات والحوارات مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية في جو تسوده المسؤولية والثقة في المستقبل، والإرادة المشتركة للنهوض بوضعية المدرسة المغربية وتعزيز جاذبيتها، حيث تم توقيع اتفاق 18 يناير 2022، بين الحكومة والمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية والذي أفضى إلى تسوية العديد من الملفات العالقة لسنوات والتي تشكل مدخلا لإرساء نموذج للمدرسة العمومية ذات جودة تضمن الارتقاء الاجتماعي والاقتصادي”.
وأورد ذات المتحدث أن حكومته سبق لها وأن قدمت أمام البرلمان سنة 2022، مجموعة من الالتزامات حول خطة إصلاح منظومة التعليم بمرتكزات واضحة وقابلة للتنزيل، قائلا إنها تمكنت من الشروع في تنزيل مختلف مكونات الإصلاح التي تضمنتها خارطة الطريق، على الرغم من كل الإكراهات التي صاحبت الشهور الأولى من الموسم الدراسي الحالي، نتيجة تراكم العديد من الإشكالات العالقة في قطاع التعليم.
وفي الإطار ذاته٬ أشار أخنوش إلى أن إصلاح التعليم يستدعي تجند الجميع لتحقيق أسمى غاياته، وذلك تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية الهادفة لإصلاح قطاع التعليم، مضيفا أن الحكومة لها قناعة راسخة بما يشكله من أهمية بالغة في التأثير على مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
وذكَّر رئيس الحكومة بالاهتمام الكبير الذي يحظى به إصلاح المدرسة العمومية والجامعة المغربية، لدى الملك حيث ما فتئ يذكر الفاعلين في مجموعة من خطبه، بأن الأمر لا يتعلق بإصلاحات قطاعية بسيطة وعادية، وإنما بمعركة حقيقية ومسار حاسم لرفع التحدي التنموي للمملكة، وفق منظور متكامل يشمل الارتقاء بالبحث العلمي وتأهيل الموارد البشرية وخلق فضاءات تعليمية وجامعية تضمن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين جميع أبناء المغاربة.
إرسال تعليق