خبير علاقات دولية لـ”كشـ24″.. هجوم “داعش” على موسكو استفزاز سافر للأمن الدولي

أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي استهدف روسيا، مسؤوليته عن الهجوم على حفل موسيقي في قاعة (كروكس سيتي) بالقرب من موسكو، حيث أدى هذا الهجوم الشنيع إلى مقتل 115 شخص وتعرض أكثر من 100 شخص لجروح متفاوتة الخطورة حسب آخر المعطيات المتوفرة، وتوالت الإدانات الدولية لهذا الهجوم الإرهابي، الذي نفده تنظيم القاعدة “داعش” في حق المدنيين الحاضرين بالحفل الموسيقي المذكور.

وتأسف العباس الوردي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط في تصريحه لـ”كشـ24″، على هذا الهجوم الذي تعرضت له روسيا، واعتبر ان الإرهاب لا موطن له، وهذا الهجوم الذي تبنته “داعش” يحمل الكثير من الإشارات تؤكد بالملموس على أن هذا الخطأ يجب أن يتم إسقاطه على جميع الكيانات الانفصالية والارهابية التي أصبحت تجهز على الأمن الدولي، باعتبار هذا الفعل الشنيع استفزازا سافرا للأمن الروسي والأمن الدولي.

ويضيف الوري، “أعتقد أن الإشارة التي أشارت إليها الولايات المتحدة الأمريكية الاستخباراتية بتقديم معلومات عن هذه الهجومات”، أكدت بالملموس أن التعاون يجب أن يتم تكثيفه بشكل جيد، ويشتد منسوبه للبحث عن مواطن هذه الحركات الإرهابية الانفصالية التي أصبحت تتجذر في أكثر من مكان، ووصول إلى عقر روسيا هي إشارة قوية على أن هذه الفصائل الإرهابية تريد أن تظهر للعالم على أنها تتدخل حتى بعد أحداث “11 شتنبر”، وهذا الهجوم أعطى مجموعة من الإشارات التي تؤكد بالملموس على أن القانون الدولي يجب أن يأخذ محله في هذا الاطار، وعلى أن البنية المؤسساتية الدولية أن تكرس منسوبا جديدا من الآليات، التي يجب أن تجفف منابع الإرهاب وتقضي على مواطنه في إطار التعاون المشترك، والهادف بين الدول.

ويستطرد أستاذ العلاقات الدولية، أن المغرب كان سباقا في التضامن مع روسيا، نظرا لعلاقاته الاستراتيجية معها، والمغرب معروف أيضا بمواجهته للانفصال والإرهاب، وبالتالي فهذه إشارة استراتيجية قوية تؤكد على أن العالم اليوم أصبح مستهدفا من لدن الميليشيات والحركات الانفصالية الإرهابية التي يجب أن يوضع لها خط فاصل، والقضاء عليها في إطار التعاون المشترك والبناء الذي أصبح اليوم مطلوبا أكثر من أي وقت مضى، ولو أن هناك خلافات واختلافات، لكن يجب على الدول اليوم تجاوزها وتذويب هذه الاختلافات، في إطار مواجهة هذه التحديات، لأن هذا الفعل الشنيع هو إشارة خطيرة من مجموعة من الخلايا الإرهابية وخاصة “تنظيم داعش” الذي تبنى هذا الهجوم السافر الغير مقبول.

ويسترسل مصرحنا، أنه يتبين أن عودة “فلاديمير بوتين” ستكون دامية، لأن هذا الرجل لن يتوانى عن الرد على هكذا استفزازات على أساس التعاون مع المنظومة الدولية، من أجل القضاء على الحركات الانفصالية والحركات المسلحة وعلى الإرهاب، إذن كل هذه المقومات يصدق عليها قول المغرب على أن الإرهاب والانفصال، هما شقيقان سيان يتكاملان فيما بينهما وبالتالي على المنتظم الدولي أن يكرس هذا المنعطف الجديد من أجل القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية.

ويدعو العباس، إلى خلق منصة دولية ترصد هذه الحركات الإرهابية وتقضي عليها وكذلك معاقبتها أشد عقاب، لأنه إذا كانت روسيا اليوم مستهدفة، فربما دول أخرى في اللائحة الطويلة العريضة، لأن هذه الخلايا لا يغمض لها جفن في إطار مواكبة العنف والجريمة العابرة للحدود وكذلك القتل والتجييش، وغير ذلك من الاليات التي تحاول من خلالها هذه الحركات الإرهابية الانفصالية والحركات المسلحة ان تسمع صوتها للمنتظم الدولي.

وشجب الوردي، هذا الهجوم وهذه الحرب الدموية العنيفة وهذا الإرهاب الذي غزا روسيا، قائلا لا يمكن لأحد أن يقبل أو يتقبل هذا الهجوم العنيف، ولو كان مختلفا مع روسيا أو غير روسيا، لأن ضحايا هذه الهجومات من الافراد والجماعات والأطفال والنساء، وبالتالي فكل هذه المؤشرات تؤكد على أننا اليوم اصبحنا نعيش على وقع عالمي جديد بتوجه واحد وأوحد عنوانه القضاء على الإرهاب والتطرف وعلى الحركات الإرهابية الانفصالية.

Post a Comment

أحدث أقدم