روابط مفخخة و عائلات مفككة وراء تسريبات سنابشات في المغرب؟

رغم كون جهات كثيرة قللت من حّدة ما أثاره أمين رغيب، خبير المعلوميات والأمن الرقمي، حين تحدّث عن عملية قرصنة للهواتف الذكية استهدفت مجموعة من الفتيات، اللواتي انتشرت صورهن في “وضعيات مخلّة” و”غير لائقة”، فإن الحقوقيات في المغرب التقطن السّجال، وجدّدن التشديد على أحد مواطن الخلل، المتعلقة بـ”تأهيل الوعي لدى المغربيات بخصوص عدم التردد في وضع شكايات لدى الجهات المختصة في أي قضية مماثلة”.

ولم تفوّت النسائيات اللائي تحدّثن الفرصة دون لفت انتباه المغربيات إلى ضرورة “رفع اليقظة إلى حدّها الأقصى وعدم التقاط أيّ نوع من الصّور قد يعرّضهن لأيّ ابتزاز أو تشهير في زمن الثورة الرقمية التي صارت الصورة فيها أكثر شيء يُستهلك بنوع من التّسيب”، مشيرات إلى “مدى انتشار العنف الرقمي ضد النساء في وقت مازال هذا المفهوم يستدعي اجتهادا تشريعيا يستدمجُ مختلف الاختلالات التي ارتبطت بوسائل التواصل الاجتماعي”.

يقظة وتحسيس

سعيدة الإدريسي، الرئيسة السابقة للجمعية الديمقراطية للنساء، قالت إن “ارتباط هذه الظواهر التي تهم صور الفتيات بالعنف الرّقمي يجعل المفهوم في حاجة إلى مُعالجة عاجلة؛ فكلما تأخرنا في المغرب كلما خلقنا ضحايا جددا”، منبهة إلى أن “الدور الأساسي اليوم هو التحسيس من أجل دفع يقظة الفتاة إلى حدّها الأقصى، ليس لخلق جو من انعدام الثقة في العالم الخارجي، ولكن من أجل تدبير أفضل للعلاقة مع الذات، وبالتالي مع الآخر داخل العوالم الرقمية”.

ولأن الموضوع خلق مخاوف كثيرة لدى الفعاليات النّسائية فإن الإدريسي لم تُنكر أن “الدور البيداغوجي الذي يمكنُ أن تلعبه المدرسة في هذا الصّدد يستدعي أن نُدرج مادة متعلقة بالأمن الرقمي والتّربية الإعلامية وأيضاً التربية الجنسية في علاقتها بهذه التّطورات المتسارعة في عصر الافتراضي”، مشيرة إلى أن “التلاعب بالصور ليس شيئا مغربيّا ولا شيئا جديدا، ولكنه في عصر الذكاء الاصطناعي بلغ منحى خطيرا لا يمكن إلا أن نشتغل محليا للتصدي له”.

وأوضحت الحقوقيّة ذاتها أن “استمرار إلقاء اللوم على الضحية يعد من أبرز العراقيل التي تجعل الفتاة غير قادرة على مواجهة من يبتزّها؛ فحين يحدث شيء من هذا القبيل على الأسرة أن تكون في صف الفتاة ومعاقبة كل من يحاول التلاعب بها أو استغلالها من خلال صورها”، وزادت: “علينا أن نتحرك على أكثر من جبهة لنعيد بناء تصوراتنا عن النساء ضحايا العنف بشكل عام، فلا مبرر لأن يمارس الشخص عنفا وابتزازاً بذريعة أن الفتاة بادرت بالتقاط صورتها أو إرسالها. علينا طبعا أن نحد من هذه المبادرات بالتوعية الشاملة”.

“روابط مفخّخة”

فتيحة شتاتو، المحامية عضو فدرالية رابطة حقوق النساء، قالت إن “الدور الآن يعد ملقى على المشرع لكي يضع تسهيلات لولوج النساء إلى العدالة، بما يضمن السرية، لتشجيع الفتيات اللائي قد يتعرضن لأي ابتزاز بسبب صورهن”، وتابعت: “هذه الصور تعد ملكا خاصا وحقا يدخل ضمن المعطيات ذات الطابع الشخصي”، داعية إلى “تخصيص عقوبات زاجرة قادرة على تحجيم هذه الأخطار، لكون التجربة أبرزت كيف أن المرأة تستغلّ أكثر من الرجل بسبب صورها”.

شتاتو لفتت إلى “اعتبار الرجل الذي يبدو عاريا في صوره فحلا، في حين أننا مازلنا نمارس وصاية على جسد النساء، تجعلهن غير قادرات على التبليغ؛ فحين تشعر الفتاة المغربية بأن جسدها ملك لها ستكون أكثر قابلية لنسف كل محاولات التشهير والابتزاز انطلاقا من الوسائل المتاحة قانونيا”، مشددة على أن “هذه الظاهرة المتعلقة بالصور يتعين أن نعتبرها اتجارا بالبشر، وتُكيّف جرائمها مع العقوبات المعمول بها في اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 27.14 اﻟﻣﺗﻌﻟق ﺑﻣﮐﺎﻓﺣته”.

وحذّرت الفاعلة النسائية من “روابط مفخخة منتشرة على ‘فيسبوك’ في الوقت الحالي، “تقتات من الفضول الذي تشكل بعد ‘تسريبات سناب شات’؛ وبمجرد أن تضغط الفتاة عليها تصبح صورها مخترقة ويزداد المشكل عمقا وصعوبة في المعالجة”، داعية إلى “الحرص على الخصوصية في وجه هذا المد الكوني الجارف”، وختمت بالقول: “نحن نظل مغاربة ولدينا قيمنا العميقة في تاريخنا، التي كانت الأسرة لاعبا أساسيا فيها. وما نعيشه من تسيب يحتّم أن نشتغل بشكل مشترك ومثمر”.

The post روابط مفخخة و عائلات مفككة وراء تسريبات سنابشات في المغرب؟ appeared first on أريفينو.نت.

Post a Comment

أحدث أقدم