لفت تقرير لمجلة “ناشيونال جيوغرافيك” إلى خطر الانقراض الوشيك الذي بات يتهدد قردة المكاك البربري، المعروفة محليا بـ “زعطوط”، بسبب استخدامها للترفيه في ساحة جامعة الفنا بمراكش.
وكتبت المجلة العالمية في بداية تقريرها “في ساحة جامع الفنا، الساحة الرئيسية في مراكش، يعلن الباعة المتجولون عن تخفيضات على زيت الأركان وتماثيل الجمال الخشبية. ويتصاعد الدخان من أكشاك الطعام والدراجات النارية التي تقترب بشكل خطير من المشاة. في وسط هذا الضجيج يوجد كوكي، وهو قرد مكاك بربري يبلغ من العمر ستة أشهر ويرتدي قلنسوة من الدانتيل بلون الكريم مما يجعله يبدو وكأنه طفل رضيع. ويرتدي حول رقبته طوقًا جلديًا متصلاً بسلسلة معدنية يستمر في سحبها على أمل تحرير نفسه”.
وكشفت المجلة أن قرود المكاك البربري موطنها الأصلي الساحل البربري، وهو الاسم التاريخي الذي يطلق على المناطق الساحلية في شمال أفريقيا، إنه النوع الوحيد من قرود المكاك الموجود خارج آسيا والرئيسيات غير البشرية الوحيدة التي تعيش في البرية شمال الصحراء الكبرى، و بعد أن انخفض عددها رسميًا إلى أقل من 10000 فرد، يعتبر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) اليوم أن قرود المكاك البربري هي من الأنواع المهددة بالانقراض، والتي تواجه خطر الانقراض في البرية في السنوات العشر المقبلة.
وأبرز التقرير أنه في المغرب، من غير القانوني الاحتفاظ بقرد المكاك كحيوان أليف، ويمكن أن يواجه الأشخاص الذين ينحرفون عن هذه القاعدة غرامة قد تتجاوز 9000 يورو. ومع ذلك، فإن ساحة جامع الفنا تعد استثناءً لهذه القاعدة: حيث حصل ما لا يقل عن سبعة عشر شخصًا على تصريح استثنائي يسمح لهم باستخدام الحيوانات كمنطقة جذب سياحي. على الأقل هذا ما يقوله زهير أمهوش، مدير قسم الحدائق والمحميات الطبيعية في الوكالة الوطنية للمياه والغابات بالمغرب.
وفي عام 2008، يضيف التقرير، طلبت وزارة الداخلية المغربية تصنيف ساحة جامع الفنا بما فيها من عرافين وفناني وشم الحناء وفناني المكاك، على أنها تراث ثقافي غير مادي للإنسانية. لكن اليونسكو أوضحت في بيان لصحيفة ناشيونال جيوغرافيك أنها لن تصر على “الحفاظ على [هذه الأنشطة المتعلقة] بعروض القردة، لأن المكان يضم العديد من أشكال التراث الثقافي غير المادي الأخرى”.
وأشارت مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” أنه”عندما تكون قرود المكاك البربري بمفردها في البرية، تشكل بشكل طبيعي مجموعات اجتماعية تتكون من ثلاثين إلى ثمانين فردًا. إنها “مخلوقات واعية”، وفقًا لسيان ووترز، المدير التنفيذي لمنظمة Barbary Macaque Awareness & Conservation، وهي منظمة غير ربحية مقرها أيضًا في المملكة المتحدة، ومكرسة للحفاظ على الحيوانات وموائلها”.
ويشرح ووترز وفق “ناشيونال جيوغرافيك” : “لا يمكنك تدجين الرئيسيات”. تعاني القرود التي يتم الاحتفاظ بها كحيوانات أليفة وتعرض لها الحيل من صدمة نفسية تتجلى من خلال العدوان الشديد والحركات المتكررة وممارسات تشويه الذات، ولكن أيضًا من خلال الأضرار الجسدية التي قد لا يمكن إصلاحها. قد تعاني قرود المكاك المحفوظة في أقفاص ضيقة أيضًا من اضطرابات عضلية هيكلية تسبب انخفاضًا في الحركة والمرونة.
إرسال تعليق