كتبت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية مقالا يوم الأحد يشير إلى أن وفاة الشاب البالغ من العمر 17 عاما، نائل، الذي قتل برصاص الشرطة في فرنسا، ليست حادثة فردية بل تعكس مشكلة أوسع للعلاقات العرقية داخل المجتمع الفرنسي وعلاقته بالشرطة.
تسبب ظهور مقطع فيديو يظهر لحظة إطلاق النار على الشاب من مسافة قريبة في سيارته في اندلاع غضب وعنف في العديد من المدن الفرنسية. ويذكر المقال أن هذه الواقعة تعكس وجود 21 حادثا مميتا آخر نتيجة لعمليات تفتيش الشرطة المرورية منذ عام 2020، وأن “معظم الضحايا كانوا من أصل أسود أو شمال أفريقي”.
تركز “ذا غارديان” في مقالها على الأسئلة الحساسة التي تثار حول نظام الاندماج العرقي والعلمانية والهوية الفردية في فرنسا. وتشير إلى أن “الأساليب العدوانية والوحشية التي يستخدمها الشرطة الفرنسية المسلحة والغير مضبوطة كانت مشكلة طويلة الأمد”.
تشير الصحيفة أيضا إلى تدخل المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، التي قالت إن وفاة الشاب نائل تمثل “فرصة لفرنسا للتعامل مع القضايا الجذرية العميقة المتعلقة بالعنصرية والتمييز العنصري في إنفاذ القانون”.
وتضيف أن عدم قدرة الطبقة السياسية الفرنسية على معالجة هذه المشكلة هو أحد الأسباب التي تجعل الشباب، وخاصة الشباب الملون، يشعرون بأنهم في حالة حرب مع النظام. وتشير إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون تعرض لانتقادات بسبب عدم المسؤولية عندما تم تصويره في حفل موسيقي لإلتون جون في باريس في وقت كانت فيه الاحتجاجات تشتعل.
تخلص “ذا غارديان” في المقال إلى أن ماكرون، في محاولته لاستعادة السيطرة، أغضب نقابات الشرطة من خلال وصف إطلاق النار بأنه “لا يغتفر”، وأن دعواته لاحترام القانون والنظام تم تجاهلها. وتؤكد الصحيفة على أنه من الضروري لفرنسا أن تتعامل مع هذه المشكلة العميقة وتعزز العدالة والمساواة في تعامل الشرطة مع المواطنين، وأنه يجب على السلطات السياسية أن تتحمل مسؤوليتها للتصدي للعنصرية وضمان حقوق جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن أصلهم العرقي.
إرسال تعليق