مع بدء فصل الشتاء تصبح نسمات الهواء أكثر برودة، وتبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، ويصبح الطقس أكثر تقلبًا، ما يجعل الكثير من الأفراد يلجؤوا إلى المسح على الخفين بدلًا من الوضوء عند الرغبة في التطهر لأداء الصلاة، فما هو المسح على الخفين وحكمه؟ وما هي مدة المسح على الخفين للمقيم وللمسافر والأدلة عليها؟ نستعرض الإجابات التفصيلية على تلك الأسئلة السابقة عبر السطور الآتية.

ما هو المسح على الخفين؟

يعرف المسح على الجوربين بكونه رخصة أتاحها الله سبحانه وتعالى، للمسلمين عوضًا عن غسل الرجلين عند الوضوء، وطبقًا لعدة شروط محددة، ويقال في اللغة أن المسح إمرار اليدين على الموضع، أما في الشرع فهو تعرض الخف المخصوص لقليل من البلل خلال مدة مخصوصة.

حكم المسح على الخفين

المسح على الخفين جائز وثابت من الكتاب والسنة النبوية الشريفة والفقهاء الأئمة الأربعة، فقد شرع المولى عز وجل المسح على الجوربين تيسيرًا على المسلم في حياته اليومية.

مدة المسح على الخفين للمقيم والمسافر

في الواقع هناك اختلاف في مدة المسح على الخفين للمقيم وللمسافر، فقد ثبت أن مدة المسح على الجوربين للمقيم يوم وليلة سواء للرجال أم النساء، بينما تكون المدة المتاحة للمسافر للمسح على الجوربين 3 أيام متتالية بلياليها، وعليه تكون مدة المسح على الخفين للمقيم بالساعات 24 ساعة وللمسافر 72 ساعة.

أدلة مدة المسح على الجوربين للمقيم

أدلة مدة المسح على الجوربين للمقيم

ورد عن النبي عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم أكثر من حديث شريف، يؤكد إجازة المسح على الجوربين سواء للمقيم أو للمسافر، وأيضًا يوضح مدة المسح على الخفين لكلًا منهما، وفيما يلي أدلة مدة المسح على الخفين للمقيم:

  • عن شُرَيحِ بنِ هانئ رضي الله عنه قال ((أتيتُ عائشةَ أسألُها عن المسح على الخفَّين، فقالت: عليكَ بابنِ أبي طالبٍ، فسلْه؛ فإنَّه كان يسافِرُ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسألْناه، فقال: جعَل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثةَ أيَّامٍ ولياليهنَّ للمسافِر، ويومًا وليلةً للمُقيم)).
  • عن صفوانَ بن عَسَّال رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُرنا إذا كنَّا على سفَرٍ أنْ لا ننزِعَ خِفافنا ثلاثةَ أيَّام وليالِيَهنَّ، إلَّا مِن جَنابةٍ، ولكِنْ مِن غائطٍ وبولٍ ونومٍ)).
  • عن المغيرة بن شعبة قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأهويت لأنزع خفيه فقال: (دَعْهما فإني أدخلتهما طاهرتَيْن، فمسح عليهما).
  • عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ: (لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةٌ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ).

شروط المسح على الخفين

في الحقيقة هناك مجموعة شروط حتى يكون المسح على الخفين صحيحًا لكلًا من المقيم والمسافر، وتكون تلك الشروط كما يلي:

  • يجب أن يكون المسلم رجلًا أو امرأة، مقيم أم مسافر على طهارة، أي وجب لبس الخفين على طهارة بعد الوضوء.
  • وجب أن يكون الخفين سميكين وساترين للرجلين.
  • ضرورة المسح في المدة المحددة سواء للمقيم أم المسافر، وبعد انقضاء المدة يبطل المسح على الخفين.

 

لطالما شرع المولى سبحانه وتعالى للإنسان المسلم ما ييسر عليه حياته اليومية ولا يعسرها، ولذلك شرع رخصة المسح على الخفين للمسلمين، رجالًا كانوا أم نساءً، وتختلف مدة المسح على الخفين للمقيم عن المدة المحددة للمسافر، بالإضافة إلى أنه يلزم لها الالتزام بالشروط المذكورة سابقًا؛ حتى يكون المسح على الجوربين صحيحًا لكلًا منهما.

أحدث أقدم